حملت بك اسمى معاني الحب لإرتكاب هجوم العاطفة ~
أدركت ان الانثى لا تحتاج طفلاً ينمو في احشائها لتكون اماً
إن ما يلتصق برحم القلب هو جنينها تغذيهـ بحبها و خوفها و حنانها
لقد غدوت طفلي الذي لا يكبر ليبقى رقيقاً ضعيفاً جميلاً رحيماً بي
أحملك بداخلي و أحمل لك عاطفة لا تعد و لا تقاس و لا تحصى ..
هذا العمر الذي راقبت بهـ نموك بي ، كلما لمست قلبي لـ أتحسسك أراك تكبر بي و يتضخم القلب بك ..
اراك تنضج و ينضج العشق بك ..
أحببتك وحدك بـ عاطفة اكبر مما احتمل عاطفة اكتنزتها لك وحدك ..
جمعت بك كل ما خلق الله من عواطف شملت نساء الأرض في أمومتهن و عشقهن و رحمتهن ..
لم يقنعني الزمن انك ستكبر كما يكبر الصغار و يعودوا قادرين على اعانة انفسهم ..
بقيت انت طفلي الوهن الذي متُ رعباً ما إن خطر بـ ذاكرة النبض ماضي سقوطهـ سهواً ، و دون وعي مني لمت أمك لتعثرك ..
لم اتعلم الصبر من الامهات السابقات ، لم أحتمل وجع خطواتك الأولى ، شعرت أنها خناجر تغرس بقلبي كلما ابتعدت بـ خطواتك المتعثرة ..
لم احتمل حقيقة حاجتك للنهوض و الرحيل العيش خارج حدودي ، من كان ليقنعني أن الألم في حياتك تجربة للبقاء بـ حصانة اكبر ..
و ان الانسان لينضج يعيش عمراً من الألام و الخسارات ..
أصر قلبي على حمايتك ، حاصرتك كما يحاصرني خوفي عليك ،،
غدوت دعوة تعبر السماء تناجي رب الكون كي يحميك ، غدوت وصية تخربش ذاكرتك كلما اردت العصيان و اللهو في غابة الذئاب ..
غدوت حصناً يأويك كلما ارتعبت ، سل الأشجار و الأحجار فقد اخبرتهم عنك ، ذلك القمر الذي يراقبك و سرب الطيور التي يحوم حولك ، كل شيء اخبرتهـ عنك ..
ربما تقمصت اكثر من شيء يحيط بك فـ كل ما يهمني هو رعايتك ..
يقلقني عليك هطول البرد بغتةً ، ان دج الليل قبل عودتك ، وحوش الطرقات التي قد تقابلك ..
تقلقني عليك اصوات الكلاب الضالة اخاف ان كانت تلهث خلفك او تعترض طريقك ،،
تقلقني عليك عواصف الشتاء التي تنشر الرعب في سكان المدينة ،،
يتلبسني هاجس الليل و الناس نيام ، افكر لـ ألف مرة ما ان كنت نائماً ام تؤرقك الهموم ، أفكر ما كنت تنام هنيئاً ام ثمة ما يزعجك ، إحمر جلدك من لدغة الباعوض كم اكره ما يؤلمك ، افكر كثيراً ما ان كنت دافئاً ام أُزيح الغطاء عنك اثر تقلباتك الليلية ..
افكر كثيراً هل تستيقظ مبتسماً ام يثير قلقك ما ستقوم بهـ من اعمالك اليومية ، هل ستشرب كوب الشاي كالمعتاد ام ستنساهـ من زحمة الوقت و المسؤوليات ، هل ستحرص على تناول فطورك ام تؤجلهـ كـ باقي المؤجلات ..
و اتحسر بـ ذبول ليتني بقربك كي امنع عنك تلك الحماقات ..
انا امك التي تتحول إلى وكر طفولتك الجميلة ، ثم تغدو كـ أسراب فراش يسرق كل لحظاتك التعيسة و يمضي بعيداً دون ان تلحظ رحيلهـ في غمرة انشغال طفولتك بألوانها الزاهية ..
امك التي تتحس الحمى بقلبها ما ان أصابتك ، يستقر المرض بها ما ان داهمك ، تؤلمها روحها ما انهكك التعب و اخذ منك الوهن ما اخذ ..
انا امك التي تصغي لشكوى طفولتك و تستمتع بقصص انتصاراتك و تحتوي دموع خذلانك و تيقم ظهر انكسارك ..
انا امك التي تربطك بها عاطفة القلب قبل الدم ، أمك التي إلتحم قلبها بقلبك مذ ان حبلت بك في احشائهـ ، و علمت حينها كيف توصد تلك الرابطة و تغرسها بكل قطرة دم تجوب اوعيتها ..
انا امك التي انجبتك عشقاً لا يغير معالمهـ الزمن فقد أحكمت غذائهـ و تأكدت من رسوخ وصاياها في جيناتهـ ، فـ يبقى ازليا خالداً لا يفنى ♡
3/1/2017
